هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 ما قيل في القضاء : صفة القاضي بين الناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الحكيم الحكماوي
محاور محترف
محاور محترف



عدد الرسائل : 206
العمر : 48
المدينة : الربــــــاط
الكلية : جامعة محمد الخامس _ سلا
كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية
التخصص : القانون الخاص
المستوى الدراسي : السلك الثالث
المستوى الحواري :
ما قيل في القضاء  : صفة القاضي بين الناس Left_bar_bleue100 / 100100 / 100ما قيل في القضاء  : صفة القاضي بين الناس Right_bar_bleue

عدد النقاط : 5952
تاريخ التسجيل : 22/10/2009

ما قيل في القضاء  : صفة القاضي بين الناس Empty
مُساهمةموضوع: ما قيل في القضاء : صفة القاضي بين الناس   ما قيل في القضاء  : صفة القاضي بين الناس Emptyالأحد أكتوبر 10, 2010 1:08 am

قال ابن مناصف:
واعلم انه يجب على من تولى القضاء أن يعالج ، ويجتهد في صلاح حاله ، ويكون ذلك من أهم ما يجعله من باله ، فيحمل نفسه على أدب الشرع وحفظ المروءة وعلو الهمة ، ويتوقى ما يشينه في دينه ومروءته وعقله ويحط من منصبه وهمته ، فإنه أهل أن ينظر إليه ويقتدى به ، وليس يسعه في ذلك من يسع غيره ، فالعيون إليه مصروفة ، ونفوس الخاصة على الاقتداء بهديه موقوفة ، ولا ينبغي له بعد الحصول على هذا المنصب ، سواء وصل إليه برغبة فيه وطرح نفسه عليه أو امتحن به وعرض عليه أن يزهد في طلب الحظ الأخلص والسنن الأصلح ، فربما حمله على ذلك استحقار نفسه لكونه مما لا يستحق المنصب ، أو زهده في أهل عصره ويأسه من استصلاحهم واستبعاد من يرجو من علاج أمرهم وأمره أيضا ، لما يراه من عموم الفساد وقلة الالتفات إلى الخير ، فإنه إن لم يسع في استصلاح أهل عصره ، فقد أسلم نفسه وألقى بيده على التهلكة ويئس من تدارك الله تعالى عباده بالرحمة، فيلجئه ذلك إلى أن يمشي عليه أهل زمانه ، ولا يبالي بأي شيء وقع فيه لاعتقاده فساد الحال ، وهذا أشد من مصيبة القضاء وأدهى من كل ما يتوقع من البلاد ، فليأخذ نفسه بالمجاهدة ويسعى في اكتساب الخير ويطلبه ، و يتصلح الناس بالرهبة والرغبة ويشدد عليهم في الحق فإن الله تعالى بفضله يجعل ولايته وجميع أموره فرجا ومخرجا ، ولا يجعل حظه من الولاية المباهاة بالرياسة وإنفاذ الأمر والتلذذ بالمطاعم والملابس والمساكن ، فيكون ممن خوطب بقوله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ( الأحقاف :20) ويجتهد أن يكون جميل الهيئة ظاهر الأبهة وقور المشية والجلسة حسن المنطق والصمت محترزا في كلامه من القول وما لا حاجة به ، فألمنا يعد حروفه على نفسه عدا ، فإن كلامه محفوظ وزلــله في ذلك ملحوظ وليقلل عند كلامه الإشارة بيده والتفات بوجهه ، فإن ذلك من عمل المتكلفين وصنع غير المتأدبين وليكن ضحكه تبسما ونظره فراسة وتوسما وإطراقه تفهما أو يكون أبدا مترديا بردائه حسن الزي وليلبس ما يليق به ، فإن ذلك أهيب في حقه وأجمل في شكله أدل على فضله وعقله ، وفي مخالفة ذلك نزولا وتبذل، وليلزم من السمة والحسن والسكينة والوقار ما يحفظ به مروءته فتميل الهمم إليه ويكبر في نفوس الخصوم الجرأة عليه ، من غير تكبير يظفره ولا إعجاب يستشعره ، فكلاهما شين في الدين وعيب في أخلاق المؤمنين " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما قيل في القضاء : صفة القاضي بين الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الحوار العام و الترحيب و التعارف :: الحوار الإسلامي و الثقافي و الفكري-
انتقل الى: