تقرير للقاء العلمي حول
"تقديم تقرير الحالة الدينية في المغرب 2007ـ 2008"
نظم المركز المغربي للدراسات والابحاث المعاصرة بشراكة مع جامعة محمد الخامس ـ أكدال ـ كلية العلوم القانونية والقانونية والاجتماعية ،الرباط، يوم الاربعاء 23 دجنبر 2009 لقاءا علميا حول" تقرير الحالة الدينية في المغرب 2007 ـ 2008"، وقد كان هدا اللقاء برحاب الكلية.
قسمت أشغال هذا اللقاء إلى ثلاث( 3) جلسات:
الجلسة الصباحية الافتتاحية، تناول الكلمة فيها بداية السيد الأستاذ الحسن والحاج عميد كلية الحقوق ـ أكدال ـ الرباط، والذي رحب بالحاضرين ونوه بالتقرير و بأهميته خاصة في الحقبة التي أعد فيها، الشيء الذي أكده الأستاذ عبد الإلاه العبدي رئيس شعبة القانون العام والعلوم السياسية، ثم تفضل السيد مصطفى الخلفي رئيس المركز المغربي للدراسات والابحاث المعاصرة بشكر الكلية على ترحيبها بفكرة عقد هذا اللقاء برحابها وعلى المساعدات التي لطالما قدمتها شعبة القانون العام والعلوم السياسية للمركز، وقد أوضح أن اصدار تقرير عن الحالة الدينية في المغرب من طرف المركز جاء استجابة لدافعين مركزيين، الأول منهجي يرتبط بالحاجة إلى تأسيس معرفة علمية عميقة تقدم إضافة منهجية في آليات وطرق الاشتغال في موضوع الظاهرة الدينية، أما الدافع الديني فمرتبط بطبيعة الموضوع نفسه، والذي تبرزه الحركية المتسارعة للنسق الديني وتفاعلاته مع باقي الأنساق الفرعية المجتمعية، وما ينجم عن هدا التسارع من حاجة متنامية للمتابعة والدراسة، بعد ذلك وضح الإطار المفاهيمي والمنهجي للتقرير ومحاوره.
مباشرة بعد ذلك انطلقت أشغال الجلسة الأولى والتي كان محورها " في منهجية دراسة الحالة الدينية في المغرب"، ترأسها الأستاذ عبد الإلاه العبدي، استأنفت أشغالها بمداخلة للأستاذ عبد الله ساعف ( رئيس مركز الدراسات والابحاث في العلوم الاجتماعية) الذي اعتبر أن هذا التقرير يشكل مساهمة مهمة في حقل العلوم الاجتماعية، متسائلا بعد ذلك عن الكيفية التي يمكن لنا من خلالها في المغرب دراسة الدين و التدين؟ أي عن الحالة الدينية حسب معدي التقرير، مؤكدا أن الموضوع صعب التحديد ومتداخل مع مجالات ومواضيع جد مختلفة وأنه رغم التضخم البيبلوغرافي حول الدين إلا أن للتقرير ما يؤسس عليه، متسائلا كذلك عن العلاقة التي تربط الباحث بالدين؟ ومن هو الدارس لمثل هدا الموضوع، هل هو العلماني أم المتدين؟ مشيرا في الأخير إلى أن التقرير غيب تحليل الخطاب أي كيف يستعمل الدين؟ كيف تتم الاحالة على العبارات والمفاهيم في الخطابات السياسية؟؟؟.
المداخلة الثانية كانت للأستاذ عبد الرحيم منار اسليمي منوها من خلالها بالمجهود التجمعي الذي بدل في هذا التقرير الأول في المغرب والثاني في العالم العربي، وقدم ملاحظات مهمة بخصوص المنهجية المعتمدة في إعداده وذلك من حيث شكل التقرير ومن حيث مضمونه:
1ـ الملاحظات التي همت الشكل:
ـ شكل الهوية في التقرير: هل فعلا الأمر يتعلق بتقرير؟ لأن هناك أدوات ومعلومات عدة لدرجة أنها تشبه المقالات.
ـ المرجعية: ماهي المرجعية التي اعتمد عليها التقرير؟.
ـ مسألة هندسة التقارير، التقرير اعتمد على مقاربة جديدة مختلفة تعتمد على قياس محتوى التقدم والتراجع، وتحديد الاتجاهات.
ـ الزمنية: هناك اختيار لهذه الزمنية 2007ـ 2008، لكن من خلال قراءة التقرير ليس هناك انضباط على مستوى الزمنية، ماهي حجية اختيار هذه الزمنية بالضبط؟.
ـ الأدوات المستعملة: الابتعاد عن فكرة العينة، ولكن اعتمد على وثائق وتقارير أخرى، متسائلا هل يمكن الاشتغال بدون عينة في هذا المجال الديناميكي وأن نشتغل على تقارير أخرى؟.
ـ غياب شبكة التحليل: مثال ما المقصود بالصلاة؟ ما المقصود بالصوم؟...
ـ المؤشرات: كيف يفهم المؤشر؟ وأول ملاحظة هي مسألة الخلط بين المؤشرات والعلامات ( الصلاة ليست مؤشر، والاقبال على المساجد مؤشر عام).
ـ حول المفاهيم: وقع خلط خاطئ بين مفهوم الدين ومفهوم القيم إذ أن هناك تقارب في التقرير بين المفهومين.
ـ نوع من الفوضى العلمية في اختيار الظواهر العلمية مثال: زيارة الأضرحة يرى الأستاذ منار أن لاعلاقة لها بالمسألة الدينية فهي مجرد ممارسات طقوسية.
ـ هناك اضطراب في المداخل، هل المدخل هو الدولة ام المدخل هو المجتمع أم أنه هو الحركات الدينية؟.
2ـ ملاحظات في مضمون التقرير:
ـ استعمال حق امارة المؤمنين، هناك نقاش هل هذا الحق لازال يستعمل وفق نفس ماكان في الماضي؟.
ـ الصراع حول مادة التربية الاسلامية، يقدم على أنه صراع حول المضمون، يرى الأستاذ المتدخل على أنه في الواقع هو صراع يعود إلى فترة الثمانينات.
ـ غياب الإشارة إلى مسألة الاحتجاج الديني ضمن التقرير.
ـ الأسئلة المضادة ( ظاهرة عبدة الشياطين وعلاقتها بالتدين، وهذه المسافة لازالت غير واضحة)، فهناك حديث عن هذه الظاهرة لكن التقرير لم يبين علاقتها بالتدين.
ـ التقرير فيه جانب سيكولوجيا يحاول أن يدافع على نقطة عودة المغاربة إلى الدين، متسائلا هل هذه العودة ظاهرة صحيحة في ظل تعددية العودة؟ هل هي مقرونة بالتسامح أم ستفرز عودة عنيفة؟.
وقد خثم الأستاذ عبد الرحيم منار اسليمي مداخلته بالتساؤل عن امكانيات تفحص الأدوات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ودورها في ضبط المجال الديني؟؟؟.مذكرا بالمقولة " العودة إلى الدين تكون في مرحلة الازمة".
تلت مداخلة الأستاذ عبد الرحيم منار اسليمي، مداخلة الأستاذ مصطفى الخلفي ( المشرف العام على التقرير)، مشيرا إلى أن سؤال تقرير الحالة الدينية يحيل على الدين كنظرية والدين كممارسة ثم الدين كفاعلين، لهذا اعتمد التقرير في البداية على تحديد المفاهيم، وقد كان التقرير في مقدمته صارما في التمييز بين مفهوم الدين ومفهوم القيم الذي هو المفهوم الأشمل.
موضحا أن القيمة المضافة للتقرير تكمن في اعتماده منهج دراسة الحالة الذي ساعد في أمرين: الأول هو أنه احتوى الدراسات السوسيولوجية التي انجزت حول الموضوع ( مع التعامل بنسبية مع هذه الدراسات)، أما الأمر الثاني فهي الصحوة الدينية معتبرا أن الدراسات السوسيولوجية هي التي تبين طبيعة هذه الصحوة.
أما بخصوص التفاعلات فقد أجاب الأستاذ الخلفي بأن التقرير ركز على تفاعل الديني مع السياسي من خلال طرح مجموعة من الأمثلة.
في الأخير وضح المتدخل أن المغرب من خلال هذا التقرير يعرف حالة حراك ذات تفاعلات متعددة الأبعاد، لكن يمكن القول أن الاتجاهات العامة لهذا الحراك هو الاتجاه الايجابي وليس السلبي ومختلف الفاعلين ( السياسيين و الثقافيين و ...) على وعي بهذه المسألة.
آخر مداخلة كانت للطالب الباحث محمد مصباح ( من المساهمين في اعداد التقرير)، الذي اعتبر أن التقرير هو تقرير مميز عن غيره من التقارير ووجه تميزه أنه كان متواضعا في طرحه إذلم يطرح سيناريوهات كما فعلت العديد من الدراسات السوسيولوجية.
بعد هذه المداخلات فتح الباب للمناقشة، وأثار أول متدخل أنه لدراسة الحالة الدينية في مجتمع ما فإننا ننطلق من منطلقين، الأول هو السلوك الاجتماعي والثاني هو فهم الفرد والمجتمع للدين الذي يمارسه، موضحا أنه إذا حاولنا أن نلقي نظرة في مفهوم الدين في تطوره وتأثيره على المجتمع المغربي، نجد أن التصرف الديني لايقتصر على العبادات أي على الجانب التعبدي وإنما هناك جانب ثاني هو المتعلق بالقيم، غير أن الاهتمام يكون للجانب التعبدي دون الجانب القيمي الأمر الذي ترتب عليه أن الجانب التعبدي أثر على الانسان في فهمه للدين.
متدخل آخر وضح أن التقرير أغفل نقطتين أساسيتين هما البعد الدولي للحالة الدينية في المغرب، حيث أن التقرير لم يتضمن أي اشارة لدور الحكومات في تعاملها مع الحركة الدينية في المغرب، كما أنه لم يشير إلى الديبلوماسية الدينية.
الأستاذ الطاهر البحبوحي نوه بهذا النوع من المبادرات واعتبره عملا جد مهم، في حين تساءل متدخل آخر عن معايير اختيار الباحثين الذين اشتغلوا على التقرير، وألا يمكن اعتبار التقرير في نهاية المطاف يشكل الأرضية العلمية للحركات الدينية في المغرب للتأكيد على الحاجة المتزايدة للتدين؟.
المتدخل الأخير في الجلسة الصباحية صرح أن وصف الدين "بالظاهرة الدينية" قد يكون تجني على هذا الدين نفسه.
الجلسة الثانية حول " الفاعلون في الحالة الدينية في المغرب"
تولى مهام الرئاسة فيها الأستاذ الطاهر البحبوحي( أستاذ بكلية الحقوق ـ أكدال ـ)، وأول مداخلة كانت للطالب الباحث بلال التليدي الذي عنونها ب" الفاعلون في الحقل الديني" وقد أكد في توطئة مداخلته على جملة من القضايا المؤطرة في التقرير سماها بالاشتراطات المنهجية، وأكد كذلك أن محور الفاعلين تطرح فيه قضية المسافة بين الباحث وبين مجال البحث، كما أظهر الفرق بين الفاعل الديني والفاعل السياسي موضحا أن هذا الأخير هو الذي يضطلع بالقيام بالوظيفة الدينية على المستوى المؤسساتي و مؤكدا أنه عند البحث في رؤية الفاعل السياسي لقضية تدبير الحقل الديني يصطدم الباحث بعدم وجود أي موقف سياسي ضمن الوثائق المرجعية للأحزاب السياسية ولاضمن العمل البرلماني. بعدها انتقل إلى الحديث عن المبادرات المتعددة لمؤسسة إمارة المؤمنين في سنتي 2007 و 2008 ورصدها في ثلاث توجهات كبرى، أولاها تهم تفعيل دور العلماء وأبرز محطة فيها هي إطلاق ميثاق العلماء في سنة 2008، الثانية تتمثل في دعم تجديد التصوف المغربي وتقوية اشعاعه، وأبرز محطة تجلت في كل من لقاء سيدي شيكر في 2008، وكذا الاجتماع العام للطريقة التيجانية في 2007، ثم مواصلة التحديث المؤسساتي والتشريعي و الاجتماعي للحقل الديني، موضحا ان سنتي 2007 و 2008 عرفتا الترسيخ التدريجي لمفهوم الأمن الروحي كمحدد في السياسة العامة للدولة يؤطر سلوكها وسياستها كما يعزز من مفهوم الخصوصية المغربية، والتي تمثل ملمحا أساسيا في السلوك الديني للدولة.
بعده تدخل الأستاذ الحسين واعزي للحديث عن الممارسة الدينية في العرف الأمازيغي غير أن الملاحظ أن موضوع هذا العرض كما قدمه الأستاذ لا يجد أي سند له في التقرير ولا يفيد في قراءة او تحليل مضمون هذا التقرير، فهو لم يتحدث عن الممارسة الدينية في العرف الأمازيغي كما عنون مداخلته، وإنما اكتفى بالحديث عن الأمازيغ كحركة مطلبية.مع التأكيد على ضرورة إعادة قراءة التاريخ المغربي لموقعة مطالب الحركة الأمازيغية.
بعد هذه المداخلات فتح باب المناقشة وتم طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات منها:
ـ ما مدى فعالية المؤشرات المعتمدة في هذا التقرير؟
ـ ادراج الملك و الأحزاب السياسية ضمن الفاعلين الدينيين والحال أنهما فاعلان سياسيان في الحقل الديني.
ـ هناك قلق وتوتر في التوجه الديني للمغاربة.
ـ إية علاقة لتحليل الوضعية الأمازيغية للمغرب بالحالة الدينية؟
وقد انتهى هذا اللقاء العلمي بتوجيه الأستاذ مصطفى الخلفي الشكر للكلية على احتضانها مناقشة هذا التقرير.
إعداد: عادلة الوردي
محتويات تقرير الحالة الدينية في المغرب 2007 ـ 2008
مقدمة
المحور الأول: الواقع الديني في المغرب
أولا: التوجهات الدينية في المغرب
ثانيا: تجليات التدين عند المغاربة
1ـ المساجد
2ـ شهر رمضان
3ـ الحج
4ـ التعليم العتيق ودور القرآن
5ـ اللباس وتعبيراته
6ـ الاعلام وحركية التدين
7ـ الافتاء الرسمي والتوجيه الديني
8ـ حركة الاصدار الديني في المغرب
9ـ الوقف المغربي
10ـ التمويلات البديلة
المحور الثاني: الفاعلون
1ـ مؤسسة امارة المؤمنين
2ـ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية
3ـ العلماء
4ـ الزوايا
5ـ الحركة الاسلامية المغربية
1ـ حركة التوحيد و الاصلاح
2ـ جماعة العدل والاحسان
3ـ جماعة الدعوة والتبليغ
4ـ التعبيرات الجمعوية
المحور الثالث: تحديات التدين بالمغرب
1ـ المستوى الأسري
2ـ المستوى الأخلاقي
3ـ المستوى الشبابي
4ـ المستوى التعليمي
5ـ المستوى الفني والسينمائي والاعلامي
6ـ المستوى الأمازيغي واللغوي
7ـ المستوى المدهبي( التشيع)
8ـ المستوى العقدي (التنصير)
9ـ المستوى التطبيعي
المحور الرابع: تفاعلات الديني والسياسي
1ـ الأحزاب المغربية وقضايا المرجعية الدينية
2ـ الحركة الاسلامية وآفاق الاندماج السياسي
3ـ السلفية الجهادية
المحور الخامس: اليهود المغاربة