خصلة الرسول (ص)

خصلة الانفتاح و احترام فكر الأخر
إن ما لا يفهمه الكثيرون وللأسف الشديد أن محمد صلى الله عليه وسلم بعث للعالمين آجمعين وليس للعرب خاصةً كما يدرس في بعض المستويات الدراسية ، وكما هو متعارف عند العديد.
إذا ما فهمنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث للعالم أجمع يجب علينا أن نتصور ماذا كان سيفعل إذا ما إفترضنا تواجده بيننا في الوقت الحاصر لا شك أن الفكر الإنطوائي والتشدد الذي يرى عدد كبير من الذين يدعو الإسلام سوى بظرب به على عرض الحائط من وسوف تكشف الحقائق التي دنست وخبئت من طرف اياد خفيةً على مر العصور . لعبت كما يحلوا لها في السنة الشريفة كما لعب بالكتب السماوية السابقة بإستثناء القرآن الكريم الذي حفظ من طرف الله سبحانه وتعالى ' إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ' لكن ان الله يأبى إلا أن يتم نوره ولأن ليس هنالك ما يعرف بالجريمة الكاملة كان لابد لهؤلاء المزورون أن يتركوا أدلة تقودنا إلى الحقيقة .
فؤلئك يدعون السنة ويزعمون أنهم سنيون اي يقلدون الرسول في جميع مناحي طرق حياته فقط لأن لهم لحى طويلة ويلبسون أقمصة قصيرة ويظعون بردةً على رؤوسهم في القرن الواحد والعشرين ،هذا هراء وضحك على الدقون ، ويرحم الله أحد العلماء إذ قال : لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث فنا لوقف مستغرباً ومتعجباً ولقال ردوا إلي ديني . وهذا صحيح إلى أبعد مذى ومثلاً الأمريكي هوب ستيفانز عند إعتناقه للإسلام قام بجولة إلى مصر بلد الأزهر خلص منه إلى فكرة لخصها في قولته " الحمد لله الذي عرفت الإسلام قبل معرفة المسلمين " إذا ليس هذا الدين هو الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والسؤال الذي يطرح نفسه : أين هو ذين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
إذا ما أردنا الإجابة على هذا السؤال لابد أن نبحث عميقاُ في التاريخ بل يجب أن نعود بمفكرتنا إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحآبة الكرام ذلك العهد الذي إعترف فيه العالم أجمع بأحقية الإسلام وإحترام المسلمين وهنا أيضاً نطرح سؤال أخر : كيف إستطاع الرسول صلى الله عيله وسلم أن يكتسب ود وحب الشعوب والقبائل الأخرى بتعدد ديانتهم وتقاليدهم ؟ .
إن من أهم الخصال التي تميز بها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي كانت سبب في كسب ود العالم هي : إحترام أفكار وتقاليد الآخرين وكذا دياناتهم في الحدود التي يستقبلها كل عقل ذوا تفكير منطقي وكان يخاطبهم بكل أدب دون أن يجرح الأخرين كيف ما كانت إعتقادتهم فهو لم يكن متعصباً لرأيه ولا ناقداً للأخرين ولا يحكم عليهم من خلال أقوالهم وأشكالهم وكان متفتحاً إلى أبعد حد فقد تبث أنه لبس اللباس اليمني وكذا اللباس الشامي ولبس السرول ... وهذا ما ليفعله أغلبية علماء الأمة ، وكان يقبل الهدية ولم يكن متعصباً لرأيه أبداً بل كان يجادل بالحجة والبرهان . والأمثة عن إنفتاح الرسول وإحترام فكر الآخر من السنة الشريفة العديدة والمتنوعة نذكر منها :
قصة المشرك الذي جاء إلى المدينة شاهراً سيفه يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم فلقيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإستفسره وعرف قصده فربطه بإحدى سواري المدينة فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أول ما قاله : " فكوا قيده " ثم قال :" أقدمتم له طعاماً " والفاروق عمر مذهول أمام هذا الموقف وفقال الرسول صلى الله عليه وسلم للمشرك : " أتسلم ؟ " فأجاب بلا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فأطلقوا صراحه " فعندما خرج من المدينة عاد وأعلن الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : " لماذا لم تقلها عندما أمرتك بذلك " فأجاب الرجل " خفت أن يقول الناس أني أسلمت خوفاً منك ، أما وإنك قد أطلقت صراحي فانا الأن أقولها وأنا حر " .
وقال هذا الرجل أتيت إلى المدينة وليس هناك أحد على وجه الأرض أبغض إلى نفسي من محمد صلى الله عليه سلم وخرجت منها وليس هناك أحد أحب إلى قلبي على وجه الأرض منه صلى الله عليه وسلم.
لذا ما أراد العرب أن يعلنوا حبهم الحقيقي لمحمد صلى الله عليه وسلم فيجب عليهم أن يقتظوا به في مثل هذه المواقف ومن هنا فأنا أدعوا الشعوب العربية التي أطاحت برؤسائها أن تخلي سبيلهم وليقدموا للعالم مثالاً للإسلام الحقيقي .

jaid jidan ya ahi^^